

Thanks For Khaled Fanny
شكر خاص للصديق خالد فنّي
الصحراء ستغرق البحر بالضباب
تأسرك المسافات في وجهٍ مصفح لـِرجل ٍ أبيض ، يجلسُ في المقعد الأخير ، المرتفع قليلا عن سطح الأرض في الحافلة . . يبدو كلّ شيء واضح ، بتعقيد بسيط في الهواء المنسوج كغيمة منخفضة تتخبط في زحام الوجوه ، وتروح في متاهة متأخرة كاصطفاف الملامح المتمايلة في اصفرار ٍ ساقط إلى الأعلى ! لا تدري إن كنتَ تستطيع إطالة التأمل في بقايا ياسمين عفِن يتدلى من حفر الزمن على الوجوه العالقة في الأمام . تتأرجحُ أنت بين المقاعد المملوءة بفراغ ما ، بتشقق جزئي يعبرك ولا تسابقه .. نصفٌ منكَ ثمل ، والآخر مقفل العينين . قد تتعارك مع الأشياء الخالية منك والمكتسبة في داخلك من لون لا يعنيك، أو قد تتنافس مع ظلك الصدئ في ساحة قتال على جبين احدهم .. تــُهزم مثلا ، أو تفتعل الموت لابتهالات ساذجة . تصيبك حمى من نوع غائم وأنت تُصغي الى صوتٍ متأقلم مع بوح الرؤية الجانبية . . هي تناديك للتحرر ، وأنت تتحسس البحر في بطنك وتشعر بمطر أحمق يرشح من غيمة ما تحطُ قريبا منك . لا تبالي بامتلاء من نوع مختلف يطغى على الملح المبعثر في زواياك. . . . تنسى . . وفي زقاق الفوضى تتمايل كدوائر تنقصها الاستدارة أو ربما هو العبث المسجى أمامك والمترنح قليلا عن ظلال الزمن الملون . . . ولنفترض مثلا أن لغيرك في السمو إيقاع ناقص ، أو أشباه روح مبتورة الأصابع ، أو ربما تهيؤ صارخ للإقلاع عن عشوائية التكوين وفواصل التمرد ، فأيَ معنى ستقتبس ليحميك من الهباء ؟
إلّيكِ وَحدَكِ أقولُ أنّ البّحرَ لَنا نَمضي إلَيهِ عَلى وَميض الرّوح
خُذيني إليّ لِنَكونَنا .... ألأنَ أقول لَكِ أعبُدُكِ